sab3awi
عدد الرسائل : 77 تاريخ التسجيل : 31/07/2007
| موضوع: ديوان الامام الشافعي رحمه الله الأربعاء أغسطس 01, 2007 8:14 pm | |
| ديوان الإمام الشافعي رحمه الله
كتمان الأسرار إذا المرء أفشـى سـره بلسانـه----------ولام عليـه غـيره فـهو أحمـق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه----------فصدر الذي يستودع السر أضيق حمل النفس على ما يزينها صن النفس واحملها على ما يزينهـا----------تعش سالماً والقول فيـك جميـل ولا تـولـين النـاس إلا تجمـلاً----------نبا بك دهـر أو جـفاك خليـل وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ----------عسى نكبات الدهر عنـك تزول ولا خـير في ود امـريءٍ مـتلونٍ----------إذا الريح مالت ، مال حـيث تميل وما أكـثر الإخوان حين تعدهـم----------ولكنهـم في الـنائبـات قليـل تعريف الفقيه والرئيس والغني إن الفقيـه هـو الفقيـه بفعلـه----------ليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقـه----------ليس الرئيس بقومـه ورجالـه وكذا الغني هـو الغنـي بحالـه----------ليـس الغنـي بملكـه وبمالـه القناعة رأيـت القـناعـة رأس الغـن----------فـصرت بأذيالهـا متمـسـك فـلا ذا يـراني علـى بابـه----------ولا ذا يـرانـي بـه منهمـك فصـرت غنيـاً بـلا درهـمٍ----------أمـر علـى الناس شبـه الملك مكارم الأخلاق لما عـفوت ولم أحقـد على أحدٍ----------أرحـت نفسي من هم العداوات إني أحيي عـدوي عنـد رؤيتـه----------أدفـع الشـر عـني بالتحيـات وأظهـر البشر للإنسان أبغضـه----------كمـا أن قد حشـى قلبي محبات الناس داء ودواء الناس قربـهم----------وفي اعتزالهـم قطـع المـودات تأتي العزة بالقناعة أمـت مطامعي فأرحت نفسـي----------فإن النفـس مـا طمعـت تهون وأحـييت القنوع وكـان ميتـاً----------ففـي إحيائـه عـرض مصـون إذا طمـع يحـل بقلـب عبـدٍ----------عـلتـه مهانـة وعـلاه هـون الإعراض عن الجاهل أعـرض عـن الجاهـل السفيه----------فكـل مـا قـال فهـو فيـه مـا ضـر بحـر الفرات يومـاً----------إن خاض بعض الكـلاب فيـه كتب إلى ابويطي وهو في السجن : حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني كثيراً ما سمعت الشافعي يقول : أهـين لهم نفسي وأكرمها بهم----------ولا تكرم النفـس الـتي لا تهينهـا توقير الرجال ومـن هـاب الـرجـال تهيبـه----------ومـن حـقر الرجـال فلن يهابـا ومـن قضـت الرجال له حقوقاً----------ومن يعـص الرجـال فمـا أصابـا السماحة وحسن الخلق إذا سبنـي نـذل تزايدت رفعـه----------ومـا العـيب إلا أن أكون مساببـه ولـو لم تكن نفسي عـلى عزيزة----------مكنتهـا من كـل نـذل تحـاربـه ولـو أنني اسعـى لنفعي وجدتن----------كثـير التوانـي للذي أنـا طالبـه ولكنني اسـعى لأنفـع صاحـبي----------وعار على الشبعان إن جاع صاحبـه *** يخاطـبني السفيـه بكـل قبـح----------فـأكـره أن أكـون لـه مجيبـاً يزيـد سفاهـة فأزيـد حلمـاً----------كـعـودٍ زاده الإحـراق طيبـاً الفضل أرى الغرفى الدنيا إذا كان فاضلاً ----------ترقى على رؤس الرجال ويخطـب وإن كان مثلي لا فضيلة عنـده ----------يقاس بطفلٍ في الشـوارع يلعـب قال الربيع بن سليمان يقول الشافعي : على كل حالٍ أنت بالفضل آخذ ----------ومـا الفضـل إلا للـذي يتفضـل الزهد ومصير الظالمين بلوت بني الدنيا فلم أر فيهـم ----------سوى من غدا والبخل ملء إهـابـه فجردت من غمد القناعة صارماً----------قطعـت رجائـي منهـم بذبـابـه فـلا ذا يـراني واقفاً في طريقه----------ولا ذا يـراني قاعـداً عنـد بابـه غنى بلا مالً عن الناس كلهـم----------وليس الغنى إلا عن الشـيء لآ بـه إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً----------ولـج عتـواً في قـبيـح اكتسابـه فـكله إلى صـرف الليالي فإنهـا----------ستدعو له مـا لم يكـن في حسابـه فكـم قـد رأينا ظالـماً متمرداً----------يرى النجـم رتيهاً تحت ظل ركابـه فعمـا قـليلٍ وهـو في غفلاتـه----------أناخـت صـروف الحادثات ببابـه وجـوزى بالأمر الذي كان فاعلاً----------وصـب عليـه اللـه سوط عذابـه السكوت سلامة قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم----------إن الـجواب لباب الشـر مفتـاح والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شـرف----------وفيه أيضاً لصون العـرض إصـلاح أمـا ترى الأسد تخشى وهي صامته ؟----------والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح الصمت خير من حشو الكلام لا خـير فـي حشـو الكـلام ----------إذا اهتـدت إلــى عـيـونـه والصـمـت أجـمـل بالفتـى----------مـن منطـق في غـير حينـه وعـلـى الفتـى لـطبـاعـه----------سمـة تـلوح علـى جـبينـة فضل السكوت وجـدت سكـوتي متجـراً فلزمتـه----------إذا لـم أجد ربحاً فلسـت بخاسـر ما الصمـت إلا في الرجـال متاجـر----------وتاجـره يعلـو علـى كل تاجـر ومما تمثل به الإمام إذا نطـق السـفيـه فـلا تـجبـه----------فخـير مـن إجابتـه السكـوت فإن كـلمتـه فـرجـت عـنـه----------وإن خليتـه كـمـداً يـموت الإعتزاز بالنفس مـاحـك جلـدك مثـل ظفـرك----------فتـول أنـت جـميـع أمـرك وإذا قـصـدت لـحـاجــةٍ----------فـاقـصـد لمـعتـرفٍ بقـدرك الإنسان وحظه المـرء يحظـى ثـم يعلـو ذكـره----------حـتى يزيـن بالـذي لـم يفعـل وتـرى الشقـي إذا تكامـل عيبه----------يشقـى وينحـل كـل مـا لم يعمل الإيثار والجود أجود بموجـودٍ ولـو بـت طاويـاً----------عـلى الجوع كشحاً والحشا يتألـم وأظهـر أسبـاب الغـنى بين رفقـتي----------لمخافـهـم حـالي وإنـي لمعـدم وبيني وبيـن اللـه اشكـو فـاقتـي----------حقيقـاً فإن اللـه بالـحال أعلـم عزة النفس لقـلـع ضـرس وضـرب حبـس----------ونـزع نـفـس ورد أمــس وقر بـردٍ وقــود فــرد----------ودبـغ جـلـد ٍ بغـير شمـس وأكـل ضـب وصـيـد دب----------وصـرف حـب بـأرض خـرس ونـفـخ نـار ٍ وحـمـل عـارٍ----------وبـيـع دارٍ بـربـع فـلـس وبـيـع خـف وعـدم إلـفٍ----------وضرب ألـفٍ بـحـبـل قلـس أهـون مـن وقـفـة الـحـر----------يـرجـو نـوالاً بـبـاب نـحس الهمة العالية أمطري لؤلؤاً جبال سرنديب----------وفيضي آباز تكرور تبرا أنا إن عشت لست اعدم قوتاً----------وإذا مت لست اعدم قبراً همتي همة الملوك ونفسي----------نفس حر ترى المذلة كفراً وإذا ما قنعت بالقوت عمري----------فلماذا أزور زيداً وعمراً الجود إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي----------وقد ملكت أيديكم البسط والفيضا فماذا يرجى منكم إن عزلتم----------وعضتكم الدنيا بأنيابها عضا وتسترجع الأيام ما وهبتكم----------ومن عادة الأيام تسترجع القرضا حقوق الناس أرى راحة للحق عند قضائه----------ويثقل يوماً إن تركت على عمد وحسبك حظاً أن ترى غير كاذبٍ----------وقولك لم اعلم وذلك من الجهد ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه----------وصاحبه الأدنى على القرب والبعد يعش سيداً يستعذب الناس ذكره----------وإن نابه حق أتوه على قصد منتهى الجود يا لهف نفسي على مال أفرقه----------على المقلين من أهل المروات إن إعتذاري إلى من جاء يسألني----------ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات فساد طبائع الناس ألم يبق في الناس إلا المكر والملق----------شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمقوا فإن دعتك ضرورات لعشرتهم----------فكن جحيماً لعل الشوك يحترق حصيد البدع لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعاً----------في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل حتى استخف بدين الله أكثرهم----------وفي الذي حملوا من حقه شغل الأمراض من ثلاث ثلاث هن مهلكة الأنام----------أوداعية الصحيح إلى السقام دوام مدامةٍ ودوام وطءٍ----------وإدخال الطعام على الطعام مدارة الحساد وداريت كل الناس لكن حاسدي----------مدارته عزت وعز منالها وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ----------إذا كان لا يرضيه إلا زوالها مرارة تحميل الجميل لا تحملن لمن يمن----------من الأنام عليك منة واختر لنفسك حظها----------واصبر فإن الصبر جنة منن الرجال على القلوب----------أشد من وقع الأسنة المنــة رأيتك تكويني بمبسم منةٍ----------كأنك سر من أسرار تكويني فدعني من المن فلقمة----------من العيش تكفيني إلى يوم تكفيني شح الأنفس وانطقت الدراهم بعد صمتٍ----------أناساً بعد ما كانوا سكوتاً فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ----------ولا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتاً الكفر بالمنجمين خبرا عني المنجم أني----------كافر بالذي قضته الكواكب عالماً أن ما يكون وما كان----------قضاه من المهيمن واجب -------------------------------------------------------------- تغرب عن الأوطان في طلب العلى----------وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشةٍ----------وعلمٍ وآدابٍ وصحبة ماجد الحض على السفر من أرض الذل ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بها----------ولا تكن من فراق الأهل في حرق فالعنبر الخام روث في موطونه----------وفي التغرب محمولُ على العنق والكحل نوع من الأحجار تنظره----------في أرضه وهو مرمي على الطرق لما تغرب حاز الفضل أجمعه----------فصار يحمل بين الجفن والحدق حال الغريب إن الغريب له مخافة سارقٍ----------وخضوع مديونٍ وذلة موثق فإذا تذكر أهله وبلاده----------ففؤاده كجناح طيرٍ خافق الحض على الترحال ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدبٍ----------من راحة فدع الأوطان واغترب سافر تجد عوضاً عمن تفارقه----------وانصب فإن لذيذ العيش في النصب إني رأيت وقوف الماء يفسده----------إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب والأسد لولا فراق الأرض ما افترست----------والسهم لولا فراق القوس لم يصب والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ً----------لملها الناس من عجم ومن عرب والتبر كالترب ملقي في أماكنه----------والعود في أرضه نوع من الخطب فإن تغرب هذا عز مطلبه----------وإن تغرب ذلك عز كالذهب الدهر يوم لك ويوم عليك الدهر يومان ذا أمن وذا خطر----------والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف----------وتستقر بأقصى قاعه الدرر وفي السماء نجوم لا عداد لها----------وليس يكسف إلا الشمس والقمر اليقظة والحذر تاه الأعيرج واستغلى به الخطر----------فقل له خير ما استعملته الحذر أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنت----------ولم تخف سوء ما يأتي بها القدر وسالمتك الليالي فاغتررت بها----------وعند صفو الليالي يحدث الكدر الرضا بالقدر وما كنت راضٍ من زماني بما ترى----------ولكنيي راضٍ بما حكم الدهر فإن كانت الأيام خانت عهودنا----------فإني بها راضٍ ولكنها قهر رد الجميل بالسيء ومن الشقاوة أن تحب----------ومن تحب يحب غيرك أو أن تريد الخير للإنسان----------وهو يريد ضيرك الحظوظ تموت الأسد في الغابات جوعاً----------ولحم الضأن تأكله الكلاب وعبد قد ينام على حريرٍ----------وذو نسبٍ مفارشه التراب تملك الأوغاد محن الزمان كثيرة لا تنقضي----------وسروره يأتيك كالأعياد ملك الأكابر فاسترق رقابهم----------وتراه رقاً في يد الأوغاد مثلما تدين تدان تحكموا فاستطالوا في تحكمهم----------وعما قليل كأن الأمر لم يكن لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبقى----------عليهم الدهر بالأحزان والمحن فأصبحوا ولسان الحال ينشدهم----------هذا بذال ولا عتب على الزمن زن بما وزنت به زن من وزنك بما وزنك----------وما وزنك به فزنه من جاء إليك فرح إليه----------ومن جفاك فصد عنه من ظن إليك دونه----------فاترك هواه إذن وهنه وارجع إلى رب العباد----------فكل ما يأتيك منه اكرام النفس قنعت بالقوت من زماني----------وصنت نفسي عن الهوان خوفاً من الناس ان يقولوا----------فضلاً فلان على فلان من كنت عنه ماله غنياً----------فلا أبالي إذا جفاني ومن رآني بعين نقصٍ----------رأيته بالتي رآني ومن رآني بعين تم----------رأيته كامل المعاني عين الرضا وعين الرضا عن كل عيب كليلة----------ولكن عين السخط تبدي المساويا ولست بهياب لمن لا يهابني----------ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا فإن تدن مني تدن منك مودتي----------وإن تفأ عني تلقني عنك نائياً كلانا غني عن أخيه حياته----------ونحن إذا متنا أشد تغانيا احذر الناس إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى----------ودينك موفور وعرضك صين فلا ينطقن منك اللسان بسوأةٍ----------فكلك سوؤات وللناس السن وعيناك إن أبدت إليك معايباً----------فدعها وقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى----------ودافع ولكن بالتي هي أحسن دية الذنب الإعتذار قيل لي قد أسى عليك فلان----------ومقام الفتى على الذل عار قلت قد جاءني وأحدث عذراً----------دية الذنب عندئذٍ الإعتذار التماس العذر اقبل معاذير من يأتيك معتذراً----------إن بر عندك فيما قال أو فجراً لقد أطاعك من يرضيك ظاهره----------وقد أجلك من يعصيك مستتراً من الورع اشتغالك بعيوبك المرء إن كان عاقلاً ورعاً----------اشغله عن عيوب غيره ورعه كما العليل السقيم اشغله----------عن وجع الناس كلهم وجعه آداب النصح تعمدني بنصحك في انفرادي----------وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوع----------من التوبيخ لا أرضى استماعه وإن حالفتني وعصين قولي----------فلا تجزع إذا لم تعط طاعه واعظ الناس يا واعظ الناس عما أنت فاعله----------يا من يعد عليه العمر بالنفس أجفظ لشيبك من عيب يدنسه----------إن البياض قليل الحمل للدنس كحامل لثياب الناس يغسلها----------وقوبه غارق في الرجس والنجس تبغى النجاه ولم تملك طريقتها----------إن السفينة لا تجري على اليبس ركوبك النعش ينسيك الركوب على----------ما كنت تركب من بغلٍ ومن فرسٍ يوم القيامة لا مال ولا ولد----------وضمة القبر تنسي ليلة العرس وقول الآخر : لا كلف الله نفساً فوق طاقتها----------ولا تجود يد إلا بما تجد فلا تعد عده إلا وفيت بها----------واحذر خلاف مقالٍ للذي تعد | |
|
sab3awi
عدد الرسائل : 77 تاريخ التسجيل : 31/07/2007
| موضوع: رد: ديوان الامام الشافعي رحمه الله الأربعاء أغسطس 01, 2007 8:15 pm | |
| حفظ اللسان احفظ لسانك أيها الإنسان----------لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه----------كانت تهاب لقاءه الأقران الوقار وخشية الله ولولا الشعر بالعلماء يزري----------لكنت اليوم اشعر من لبيد واشجع في الوغى من كل ليثٍ----------وآل مهلبٍ وبني يزيد ولولا خشية الرحمن ربي----------حسبت الناس كلهم عبيدي التسليم الخالص إذا اصبحت عندي قوت يومي----------فخل الهم عني يا سعيد ولا تخطر هموم غدٍ ببالي----------فإن غداً له رزق جديد اسلم إن أراد الله أمراً----------فاترك ما أريد لما يريد لا تقنط من رحمة الله إن كنت تغدوا في الذنوب جليداً----------وتخاف في يوم المعاد وعيداً فلقد اتاك من المهيمن عفوه----------وأفاض من نعمٍ عليك مزيداً لا تيأسن من لطف ربك في الحشا----------في بطن أمك مضغه ووليداً لو شاء أن تصلى جهنم خالداً----------ما كان الهم قلبك التوحيدا من راقب الله رجع حسبي بعلمي إن نفع----------ما الذل إلا في الطمع من راقب الله رجع----------ما طار طير وارتفع استغفار وتوبة قلبي برحمتك اللهم ذو انسٍ في----------السر والجهر والأصباح والغلس وما تقلبت من نومي وفي سنتي----------إلا وذكرك بين النفس التوكل في طالب الرزق توكلت في رزقي على الله خالقي----------وأيقنت أن الله لا شك رازقي وما يك من رزقٍ فليس يفوتني----------ولو كان في قاع البحار العوامق سيأتي به الله العظيم بفضله----------ولو لم يكن مني اللسان بناطق ففي أي شيءٍ تذهب حسرةً----------وقد قسم الرحمن رزق الخلائق ليس كل شيء بالعقل لو كنت بالعقل تعطي ما تريد إذن----------لما ظفرت من الدنيا بمرزوق رزقت مالاً على جهلٍ فعشت به----------فلست أول مجنونٍ ومرزوق وقول آخر: ما شئت كان وإن لم أشأ----------وما شئت إن لم تشأ لم يكن خلقت العباد لما قد علمت----------ففي العلم يجري الفتى والمسن فمنهم شقي ومنهم سعيد----------ومنهم قبيح ومنهم حسن على ذا مننت ، وهذا خذلت----------وذلك أعنت وذا لم تعن البعد عن أبواب الملوك إن الملوك بلاء حيثما حلوا----------فلا يكن لك في أبوابهم ظل ماذا تؤمل من قوم ٍ إذا غضبوا----------جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا فاستغن بالله عن أبوابهم كرماً----------إن الوقوف على أبوابهم ذل تذلل واستغاثة بموقف ذل عزتك العظمى----------مخفي سرٍ لا أحيط به علماً بإطراق رأسي باعترافي بذلتي----------يمد يدي استمطر الجود والرحمى بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها----------بعزتها يستغرق النثر والنظما بعهد قديمٍ من ألست بربكم ؟----------بمن كان مجهولاً فعرف بالأسما أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى----------محباً شراباً لا يضام ولا يظمأ أماني الإنسان يريد المرء أن يعطى مناه----------ويأبى الله إلا ما أرادا قول المرء فائدتي ومالي----------وتقوى الله أفضل ما استفادا نكران الجميل تعصي الإله وأنت تظهر حبه----------هذا محال في القياس بديع لو كان حبك صادقاً لأطعته----------إن المحب لمن يحب مطيع في كل يومٍ يبتديك بنعمةٍ----------منه وأنت لشكر ذاك مضيع لا أبالي إنت حسبي وفيك للقلب حسب----------وحسبي أن صح لي فيك حسب لا أبالي متى ودادك لي صح----------من الدهر ما تعرض خطب كلما استحكمت فرجت ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى----------ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها----------فرجت وكنت أظنها لا تفرج الرضى بقضاء الله وقدره دع الأيام تفعل ما تشاء----------وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثه الليالي----------فما لحوادث الدنيا من بقاء وكن رجلاً عن الأهوال جلداً----------وشيمتك السماحة والوفاء وأن كثرت عيوبك في البرايا----------وسرك يكون لها غطاء تستر بالسخاء فكل عيبٍ----------يغطيه كما قيل السخاء ولا ترى للأعادي قط ذلاً----------فإن شماته الأعداء بلاء ولا ترج السماحة من بخيل----------فما في النار للظمآن ماء ورزقك ليس ينقصه التأني----------وليس يزيد في الرزق العناء ولا حزن يدوم ولا سرور----------ولا بؤس عليك ولا رخاء إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ----------فأنت ومالك الدنيا سواء ومن نزلت بساحته المنايا----------فلا أرض تقيه ولا سماء وأرض الله واسعة ولكن----------إذا نزل القضاء ضاق الفضاء دع الأيام تغدر كل حين----------فما يغني عن الموت الدواء قيمة الدعاء أتهزأ بالدعاء وتزدريه----------وما تدري بما صنع الدعاء سهام الليل لا تخطي ولكن----------لها أمد وللأمد انقضاء فيمسكها إذا ما شاء ربي----------ويرسلها إذا نفذ القضاء زينة الإنسان العلم والتقوى اصبر على مر الجفا من معلمٍ----------فإن رسوب العلم في نفراته ومن لم يذق مر التعلم ساعة----------تجرع ذل الجهل طول حياته ومن فاته التعلم وقت شبابه----------فكبر عليه اربعاً لوفاته وذات الفتى والله بالعلم والتقى----------إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته بالعلم تبنى الأمجاد رأيت العلم صاحبه كريم----------ولو ولدته آباء لئام وليس يزال يرفعه إلى أن----------يعظم أمره القوم الكرام ويتبعونه في كل حالٍ----------كراعي الضأن تتبعه السوام فلولا العلم ما سعدت رجال----------ولا عرف الحلال ولا الحرام العلم ما حفظت علمي معي حيثما يممـت ينفعـني----------قلبي وعـاء لـه لا بطـن صـندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معيي----------أو كنت في السوق كان العلم فيي السوق أدب المناظرة إذا ما كنت ذا فضل وعلم----------بما اختلف الأوائل والأواخر فناظر من تناظر في سكونٍ----------حليما لا تلج ولا تكابر يفيدك ما استفاد بلا امتنانٍ ----------من النكت اللطيفة والنوادر وإياك اللجوح ومن يرائي----------بأني قد غلبت ومن يفاخر فإن الشر في جنبات هذا----------يمني بالتقاطع والتدابر المرء بما يعلمه تعلم فليس المرء يولد عالماً----------وليس أخو علم كمن هو جاهل وإن كبير القوم لا علم عنده----------صغير إذا التفت عليه الجحافل وإن صغير القوم إن كان عالماً----------كبير إذا ردت إليه المحافل تواضع العلماء كلما أدبني الدهر----------أراني نقص عقلي وإذا ما ازددت علماً----------زادني علماً بجهلي نور العلم يسطع بترك المعاصي شكوت إلي وكيع سوؤ حفظي----------فأرشدني إلى ترك المعاصي واخبرني بأن العلم نور----------ونور الله لا يهدى لعاصي شروط تحصيل العلم أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ----------سأنييك عن تفاصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغه----------وصحبة استاذٍ وطول زمان مفخرة الإنسان العلم العلم مغرس كل فخر فافتخر----------واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس واعلم بأن العلم ليس يناله----------من همته في مطعم أو ملبس إلا أخو العلم الذي يعني به----------في حالتيه عارياً أو مكتسي فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً----------واهجر له طيب الرقاد عبس فلعل يوماً إن حضرت بمجلسٍ----------كنت الرئيس وفخر ذلك المجلس الجد في طلب العلم سهري لتنقيح العلوم الذلي----------من وصل غانيةٍ وطيب عناق وصرير أقلامي على صفحاتها----------أحلى من الدوكاء والعشاق وألذ من نقر الفتاة لدفها----------نقري لألقي الرمل عن أوراقي وتما يلي طرباً لحل عويصةٍ----------في الدرس أشهى من مدامة ساقي وأبيت سهران الدجا وتبيته----------نوماً وتبغي بعد ذلك لحاقي يأتي العلم بالتفرغ لا يدرك الحكمة من عمره----------يكدح في مصلحة الأهل ولا ينال العلم إلا فتى----------خال من الأفكار والشغل لو أن لقمان الحكيم الذي----------سارت به الركبان بالفضل بلى بفقرٍ وعيالٍ لما----------فرق بين التبن والبقل الناس خدم للعلم العلم من فضله لمن خدمه----------أن يجعل الناس كلهم خدمه فواجب صونه عليه كما----------يصون الناس عرضه ودمه فمن حوى العلم ثم أودعه----------بجهله غير أهله ظلمه العلم ومكانته أأنثر دراً بين سارحة البهم----------وانظم منشوراً تراعية الغنم ؟ لعمر لئن ضيعت في شر بلدةٍ----------فلست مضيعاً فيهم غرر الكلم لئن سهل الله العزيز بلطفه----------وصادفت أهلاً للعلوم وللحكم بثثت مفيداً واستفدت ودادهم----------وإلا فمكنون لدى ومكتتم ومن منح الجهال علماً أضاعه----------ومن منع المستوجيين فقد ظلم أفضل العلوم كل العلوم سوي القرآن مشغلة----------إلا الحديث وعلم الفقه في الدين علم ما كان فيه قال حدثنا----------وما سوي ذلك وسواس الشياطين وقول آخر: جنونك مجنون ولست بواجدٍ----------طبيباً يداوي من جنن جنون حب آل البيت فرض من الله يا آل بيت رسول الله حبكم----------فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم----------من لم يصل عليكم لا صلاة له الترفض قالوا ترفضت قلت : كلا----------ما الرفض ديني ولا اعتقادي لكن توليت غير شكٍ----------خير إمامٍ وخير هادي إن كان حب الولي رفضاً----------فإن رفضي إلى العباد الخلفاء الراشدون شهدت بان الله لا رب غيره----------وأشهد أن البعث حق وأخلص وأن عرى الإيمان قول مبين----------وفعل زكيى قد يزيد وينقص وأن أبا بكرٍ خليفة ربه----------وكان أبو حفصٍ على الخير يحرص وأشهد ربي أن عثمان فاضل----------وأن علياً فضله متخصص أئمة قومٍ يهتدي بهداهم----------لحى الله من إياهم يتنقص أبو حنيفة لقد زان البلاد ومن عليها----------إمام المسلمين أبو حنيفة بأحكامٍ وآثار وفقةٍ----------كآيات الزبور على الصحيفة فما بالمشرقي له نظير----------ولا بالمغربين ولا بكوفة فرحمة ربنا أبداً عليه----------مدى الأيام ما قرئت صحيفة حياة الأشراف واللئام أررى حمراً ترعى وتعلف ما تهوى----------وأسداً جياعاً تظمأ الدهر لا تروى وأشراف قومٍ لا ينالون قوتهم----------وقوماً لئاماً تأكل المن والسولى قضاء لديانٍ الخلائق سابق----------وليس على مر القضاء أحد يقوى فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه----------تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى ود الناس إني صحبت الناس ما لهم عدد----------وكنت أحسب إني قد ملأت يدي لما بلوت أخلائي وجدتهم----------كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد قلة الإخوان عند الشدائد ولما اتيت الناس اطلب عندهم----------أخا ثقةٍ عند أبتاء الشدائد تقلبت في دهري رخاء وشدة----------وناديت في الأحياء هل من مساعد؟ فلم أر فيما ساءني غير شامتٍ ----------ولم أر فيما سرني غير جامد البلاء من أنفسنا نعيب زماننا والعيب فينا----------وما لزماننا عيب سوانا ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ----------ولو نطق الزمان لنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ----------ويأكل بعضنا بعضنا عيانا الضر من غير قصد رام نفعاً فضر من غير قصدً----------ومن البر ما يكون عقوقاً مساءة الظن لا يكن ظنك إلا سيئاً----------إن الظن من أقوى الفطن ما رمى الإنعسان في مخمصةٍ----------غير حسن الظن والقول الحسن ترك الهموم سهرت أعين ، ونامت عيون----------في أمور تكون أو لا تكون فادرأ الهم ما استعطت عن النفس----------فحملانك الهموم جنون إن رباً كفاك بالأمس ما كان----------سيكفيك في غدٍ ما يكون الأصدقاء عند الشدائد صديق ليس ينفع يوم بؤس----------قريب من عدو في القياس وما يبقى الصديق بكل عصرٍ----------ولا الإخوان إلا للتآسي عمرت الدهر ملتمساً بجهدي----------أخا ثقة فألهاني التماسي تنكرت البلاد ومن عليها----------كأن أناسها ليس بناسي اسس الصداقة إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً----------فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة----------وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه----------ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة----------فلا خير في خل يجيء تكلفا ولا خير في خل يخون خليله----------ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشاً قد تقادم عهده----------ويظهر سراً كان بالأمس في خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق----------صدوق صادق الوعد منصفا حب الصالحين أحب الصالحين ولست منهم----------لعلي أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي----------ولو كلنا سواء في البضاعة الخالص من الأصحاب كن ساكناً في ذا الزمان بسيره----------وعن الورى كن راهباً في ديره واغسل يديك من الزمان وأهله----------وإحذر مودتهم تنل من خيره إني اطلعت فلم أجد لي صاحباً----------أصحبه في الدهر ولا في غيره فتركت أسفلهم لكثرة شره----------وتركت أعلاهم لقلة خيره الوحدة خير من جليس السوء إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي----------ألذ أشهى من غوىٍ أعاشره وأجلس وحدي للعبادة آمناً----------أقر لعيني من جليسٍ أحاذره خيرة الأصحاب أحب من الأخوان كل مواتى----------وكل غضيض الطرف عن عثراتي يوافقني في كل أمر أريده----------ويحفظني حياً وبعد مماتي فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته----------لقاسمته ما لي من الحسنات تصفحت إخواني فكان أقلهم----------على كثرة الإخوان أهل ثقاتي مكر الناس ليت الكلاب لنا كانت مجاورة----------وليتنا لا نرى مما نرى أحدا أن الكلاب لتهدتي في مواطنها----------والخلق ليس بهاد شرهم أبدا فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها----------تبقى سعيداً إذا ما كنت منفرداً مقامات البشر أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا----------حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب والناس يجمعهم شمل ، وبينهم----------في العقل فرق وفي الآداب والحسب كمثل ما للذهب اللإبريز بشركة----------في لونه الأصفر والتفضيل للذهب ولاعود لو لم تطب منه روائحه----------لم يفرق الناس بين العود والحطب محط الرجاء إذا رمت المكارم من كريم----------فيمم من بنى لله بيتاً فذاك الليث من يحمي حماه----------ويكرم ضمفه حياً وميتا التأهب للآخرة يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ----------يمسي ويصبح في دنياه سفاراً هلا تركت لذي الدنيا معانقة----------حتى تعانق في الفردوس أبكارا إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها----------فينبغي لك أن لا تأمن النارا وداع الدنيا والتأهب للآخره ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبي----------جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته----------بعفوك ربي كان عفوك أعظما فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل----------تجود وتعفو منة وتكرما فلولاك لم يصمد لابليس عابد----------فيكف وقد اغوى صفيك آدما فلله در العارف الندب أنه----------تفيض لفرط الوجد أجفانه دما يقيم إذا ما الليل مد ظلامه----------على نفسه من شدة الخوف مأتما فصيحاً إذا ما كان في ذكر به----------وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ ويذكر أياماً مضت من شبابه----------وما كان فيها بالجهالة أجرما فصار قرين الهم طول نهاره----------أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي----------كفى بك للراجين سؤلاً ومغنما ألست الذي عديتني وهديتني----------ولا زلت مناناً علي ومنعما عسى من له الإحسان يغفر زلتي----------ويستر أوزاري وما قد تقدما تعزية إني أعزيك لا اني علىطمعٍ----------من الخلود ولكن سنة الدين فما المعزي بباقٍ بعد صاحبه----------ولا المعزى وإن عاشا إلى حين سفينة المؤمن إن لله عباداً فطنا----------تركوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا----------أنها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا----------صالح الأعمال فيها سفنا الموت سبيل كل حي تمنى رجالٌ أن أموت وإن أمت----------فتلك سبيل لست فيها بأوحد وما موت من قد مات قبلي بضائري----------ولا عيش من قد عشا بعدي بمخلدي لعل الذي يرجو فنائي ويدعي----------به قبل موتي أن يكون هو الردى فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى----------تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد | |
|